أثر الإيمان ب:القضاء والقدر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
احبائي متابعي مدونة ايجي سوفت بروج فري | egy soft prog free
موضوعنا اليوم ان شاء الله عن
أثر الإيمان ب:


القضاء والقدر الجزء الأول


أثر الإيمان بالقضاء والقدر في حياة المسلم. الحقيقة أن أثر هذا عظيم جدا في حياة الإنسان وفي حياة الأمة جميعاً، وسأجمل هذه الآثار، لكن ينبغي أن تعلم أن قضية الإيمان بالقضاء والقدر قضية تربية وقضية أعمال قلوب، فالإنسان الذي يعبد الله ويتبع شرعه يعمر الله قلبه بالإيمان فيصبح مؤمناً بالله سبحانه وتعالى وبقضائه وقدره فيستريح في حياته. لهذا فهذه الأثار التي سأشير إليها ما هي إلا أثار سأذكرها بإجمال تبين لنا أهمية الإيمان بالقضاء والقدر وأثره في الحياة. فمنها 







أولاً: زيادة الإيمان وقوته؛ لأن الإيمان 



بالقضاء والقدر ركن من أركان 



الإيمان، وكل ركن من أركان الإيمان 



إذا آمن به الإنسان وعمر قلبه به 



تصديقاً وإيماناً وعمل قلب زاد إيمانه 



وقوي قلبه. 


دفع المؤمن نحو العلم والإنتاج








ثانياً: أن الإيمان بالقضاء والقدر 

يدفع الإنسان ويدفع الأمة إلى العمل، 

وليس كما يظن الناس أن الإيمان 

بالقضاء والقدر يدفع الإنسان إلى 

الكسل، لا، بل الحاصل هو العكس 

تماماً، فالعمل والسعي مأمور به، 

والمؤمن هو الذي يعلم أنه لابد أن 

ينازع الأقدار بالأقدار، فهو يسعى 

ويعمل، لكنه يختلف عن غيره بأنه 

يسعى ويعمل وهو مرتاح الضمير، فلا 

يحزن ولا يغضب إذا فاته شيء، بخلاف 

غير المؤمن فإنه يتحسر على كل شيء 

يفوته وهو يطلب رزقه مثلاً. فإذاً 

الإيمان بالقضاء والقدر يجعل الأمة 

تعمل وهي تعلم أنها إنما تعمل على 

وفق قضاء الله وقدره، فهي تعمل مع 

الإيمان بالقضاء والقدر، ولهذا تجد 

النبي صلى الله عليه وسلم قال في 

الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله 

عنه وهو في صحيح مسلم : (المؤمن 

القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن 

الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما 

ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن 

أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا 

لكان كذا وكذا. قل: قدر الله وما شاء 

فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان). فهل 

تأملت كيف أن المؤمن القوي خير وأحب 

إلى الله؟ إنَّ المؤمن القوي هو القوي في 

إيمانه، القوي في الخير، القوي في 

نفع الناس، القوي في العمل، يعمر 

الأرض ويعمر الكون، وهو مؤمن مصدق 

بقضاء الله وقدره، لكنه لا يحزن إذا 

فاته شيء أو لم يقع هذا الشيء الذي 

أراده، لا يحزن ولا يكون كبعض الناس 

يقول: لو أني فعلت كذا كان كذا 

ويتحسر؛ لأن (لو) تفتح عمل الشيطان.

إراحة المؤمن من أكدار الدنيا




ثالثاً: الحياة أحزان وأكدار، والله يقول:  لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ  [البلد:4]، فهو قد يفرح أياماً لكنه يحزن أياماً أخرى، وهذا عام لجميع الناس أعلاهم منزلة دنيوية وأقلهم منزلة دنيوية، فتش عن أحوالهم تجدها متشابهة، فالملوك والأغنياء والرؤساء المشهورون والأثرياء والفقراء المرضى كلهم فتش عن حالهم تجد أحوالهم متشابهة، يحزنون أياماً ويفرحون أياما. إذاً فمن هو الذي يستريح؟ لا يستريح إلا المؤمن الصابر على أقدار الله تبارك وتعالى.

الرضا بقضاء الله وقدره في المصائب

رابعاً: الرضا بقضاء الله تعالى وقدره في المصائب، وهذا الرضا هو من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان ومن أشدها أثراً على استقراره النفسي، فالحياة مصائب، والإنسان دائماً معرض لها؛ لأنها أقدار وأحكام قائمة. فالمؤمن بقضاء الله وقدره هو الذي يرضى ويسلم ويؤمن بأن هذا قضاه الله سبحانه وتعالى وقدره، ولهذا لو فتشت عن أولئك الذين لا يؤمنون بالقضاء والقدر تجدهم أمام هذه المصائب على أحوال عجيبة، فمنهم -كما هو الحال في كثير من بلاد الغرب- من ينتحر، يؤدي به حاله إلى الانتحار وإزهاق نفسه، نسأل الله السلامة والعافية. ومنهم من تتحول حياته إلى حياة بائسة، ينظر إلى الدنيا وإلى الحياة نظرة مظلمة، ومنهم من يتحول وتتحول حياته إلى مرض نفسي لوجود مصيبة، لكن المؤمن بالقضاء والقدر ليس هذا حاله، ومنهم من يتحول وتتحول حياته إلى النقمة من الآخرين. إذاً هذه الأحوال من يسلم منها؟ يسلم منها ذلك الذي يؤمن بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره ويسلم، فإذا سلم ورضي حول الله تبارك وتعالى تلك المصيبة إلى خير وإلى نعمة وإلى رضاً وإلى استراحة نفس واستراحة قلب، حتى إن الإنسان ربما لو خير بين وقوع المصيبة وبين ما أعطاه الله من الخير على صبره عليها فلربما اختار الثانية، وهذا هو الغاية، وليس ذلك إلا للمؤمن.



شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة